طريقة التأمّل


الصلاة مع نصّ من الكتاب المقدّس

1.       الاستعداد
§   أمام الله يجب الوقوف بموقفين متلازمين: الإحترام والألفة. الإحترام لأنّ سرّ الله يتجاوزني وهو مصدر حياتي. لا يمكنني الدخول في هذه العلاقة بدون الخشوع والشعور العميق بمحدوديّتي. ولكن أيضًا الألفة، فالله يعرفني في أعماقي وهو أقرب إليّ من نفسي، وأنا في حضوره أمام من يحبّني بلا حدود. إن تخلّيت عن الاحترام ما عاد الله يغيّر شيئًا في حياتي، وإن تخلّيت عن الألفة صارت الصلاة واجبًا ثقيلاً.
§   أحدّد مسبقًا مكانًا أصلّي فيه وزمانًا ومدّة، ولا أدع هذه الأمور معرّضة للصدفة أو للمزاج. أذهب إلى التأمّل بدون تراخ، ولا أترك المكان الّذي حدّدته للتأمّل قبل نهاية الزمن المحدّد. ستأتي تجارب كثيرة تدعوني إلى ترك المكان لأعذار كثيرة. يجب ألاّ أميل مع أيّ ريح...

2.       الدخول في التأمّل ("المقدّمات")
§   أضع نفسي في حضرة الله : أي أحرّك قلبي لأفصله عن الأمور الّتي كنتُ أهتمّ بها قبل التأمّل. يمكنني أن أرنّم أو أن أقول صلاة بسيطة من نوع : "أقدّم لك يا ربّ هذا الوقت. هبني أن تكون أفكاري ونيّاتي ومشاعري كلّها موجّهة لخدمتك وتسبيحك فقط". حين أشعر أنّي بإمكاني أن أدخل في الصلاة أنتقل إلى الخطوة التالية.
§   أقرأ النصّ الّذي سأتأمّل فيه. أحاول أن أتخيّل الأماكن. استخدام الخيال يساعد على تعميق ألفتنا بمشاهد الإنجيل لتصير جزءًا من ذاكرتنا الشخصيّة.
§   أطلب نعمةً. من الضروريّ أن أحضر أمام الله مع رغباتي، مع عطشي، وطلب النعمة هو تعبير عن العطش. إن لم أطلب شيئًا أخشى ألاّ يغيّرني لقائي بالله، ولا لقاء بالله من غير تحوّل. لكن صلاة الطلب في أيّامنا تعاني من اعتراضات كثيرة سأذكر منها اثنين وأجيب عليها. الاعتراض الأوّل هو أنّنا لا نريد أن ندخل مع الله في علاقة تجاريّة. أريد أن تكون صلاتي مجّانيّة بلا طلب. ولكن هذا الموقف يُخفي إمّا تكبّرًا (أنا غير محتاج إلى الله = أنا "مستغني" أي غنيّ = لا عطش عندي) إمّا حذرًا من الله (نحن نطلب من الّذين نثق بهم ولا نطلب من الّذين لا نثق بهم). لا تخافوا من العلاقة التجاريّة فالروح القدس يُظهرها ويشفيها من خلال التجارب الروحيّة الّتي سنتكلّم عنها لاحقًا. الاعتراض الثاني يقول إنّ الله يعرفني ويعرف احتياجاتي فلمَ أذكرها أمامه؟ في الواقع الله يعرف احتياجي لكن عليّ أن أستعدّ لنيل النعمة، وما صلاة الطلب إلاّ استعدادًا وتحضيرًا لقبول عطيّة الله. لهذا يجب أن أطلب ما يوافق مسيرتي مع الله. في الرياضة الروحيّة سنطلب في كلّ تأمّل النعمة الّتي تتعلّق بموضوعنا. فأنا أقول لكم أيّ نعمة تطلبون.

3.       التأمّل نفسه
أعيد قراءة النصّ بهدوء متوقّفًا حيث أجد لذّة أو تذوّقًا أو فكرة تستوقفني. أتخيّل الأشخاص وأسمعهم. فأحيانًا ما يستوقفني ليس كلامًا بل نظرةً تخيّلتها أو نبرة في الصوت...

4.       الختام
بعد تأمّلي أقوم بمناجاة الله أي أكلّمه مباشرة من القلب إلى القلب. قد أشعر برغبة في أن أقوم بمناجاة قبل نهاية التأمّل. لا مانع. لكن من المهمّ أن أختم أيضًا بمناجاة. من الضروريّ أن أفصل بين وقت التأمّل والوقت الّذي يليه. لهذا عند نهاية الوقت المخصّص للتأمّل (وعليّ أن أحترمه بدقّة) أختم تأمّلي بصلاة "أبانا الّذي في السماوات".

5.       قراءة التأمّل
أبتعد عن مكان التأمّل وأراجع الخبرة: كيف مرّ الوقت، أبسهولة أم صعوبة؟ ما كان شعوري في نهاية التأمّل، وفي بدايته وخلاله؟ ما الأفكار الّتي تركت في شعوري أثرًا عميقًا؟ أو أنظر أيضًا كيف عليّ أن أحسّن في طريقة تأمّلي. أدوّن هذا في دفتر لأحفظ خبرتي. 

No comments:

Post a Comment